
سيدى الرئيس القائد الأب محمد حسنى مبارك..تحية طيبة
أنا مواطن مصرى ممن نالوا مؤخرا شرف أن تلقبهم بأبنائك .... لم أخرج الى مظاهرات 25 يناير ولم أفكر فى المشاركة فيها ...ليس ترفعا عنها أو احتقارا لمقاصدها الغريبة التى أعلنت قبلها (حرية –كرامة – عدالة اجتماعية) ولكنى أحجمت عن خوف وضعف وجبن... خوف على أبناء صغار لن يجدوا من يكمل مشوار تربيتهم ان أنا شاركت فاعتقلت..أو شاركت فقتلت .. خوف على زوجة قد لا تتحمل مالا طاقة لى و لها به من الايذاء .... وخوف على أبوين طاعنين فى السن قد تجهز على أحدهما دفعة مخبر فى صدره أو سبة من فم ملازم صغير أصغر من ابنهما ولكن لم يحسن أبواه تربيته... كما أن الديمقراطية التى تعود ناها من سيادتكم علمتنى أنك تسمح للجميع أن يهتف كما يريد مادمت فى النهاية لن تفعل الا ماتريد.
لذللك جلست فى منزلى أتابع هؤلاء المارقين على الشاشات وأنا أردد معهم هتافاتهم (فى سرى طبعا لأن للحيطان أذان فى بلدى) ... وشاءت ظروف عملى يوم الأربعاء ثانى الأيام –وقبل قراركم الذى لا أشك فى حكمته بحظر التجوال – أن أتواجد فى وسط البلد وأرى بعينى سوء أدب هؤلاء المتظاهرين وافترائهم على الشرطة المحترمة وكيف كانوا يضعون أنفسهم فى طريق الرصاص بنوعيه المطاطى والحى ليدعوا بعد ذلك أن الشرطة جرحتهم أو قتلتهم.. وكيف يقع الشاب منهم على الأرض وينادى على عساكر الأمن المركزى متوسلا لهم ليضربونه بكل قسوة فيدعى حينها أن الشرطة المحترمة اعتدت عليه .. وكيف تفننوا فى شم البصل واطلاق الغبار مدعين أن هناك قنابل مسيلة للدموع تلقى عليهم..صدقت ياريس حين وصفتهم بالقلة المندسة ... فمن المؤكد أن3 مليون مواطن لابد أن تكون قلة
ثم حدث ماحدث يوم جمعة الغضب... وتعطلت الحياة ... ووجدت نفسى واقعا مرة أخرى تحت ضغط الخوف والرعب..الرعب مرة أخرى على أطفالى الذين لم يسمعوا من قبل صوت الرصاص الا فى ألعاب الفيديوجيم والبلاى استيشن فاذا بهم يسمعونه يوميا فى شارعهم والشوارع المحيطة بهم .. والذين كنت أربيهم على أن الانسان المحترم يتعامل بعقله لا بيده فاذا بهم فجأة يرون من نافذتهم جيرانهم من الأطباء والمهندسين ومعهم أبيهم وهم ينزلون من بيوتهم يوميا ممسكين بالسكاكين والعصى والمواسير المعدنية ليتناوبوا السهر امام بيوتهم وهم يرتجفون من داخلهم رعبا أن يفاجئهم مجرم هارب أو غير هارب بطلقة من سلاح ألى تنهى كل شىء فى لحظة .. لم تر أطفالى فى تلك الحال ياريس ...لم تراهم وهم يتعلقون بملابسى ويقفون أمام باب الشقة باكين حتى لا أخرج فهم لا يضمنون أنى سأعود.... ابنى الصغير ياريس كان كلما نزلت أمسك بالتليفون طول الليل ليستغيث بأرقام الجيش التى تعلنها قنواتنا المصرية الرائدة ...وللأسف كان يجدها كلها اما لاترد واما غير صحيحة .. ربما كان هاتفنا من النوع الردىء الذى لايعمل...انهم الى الأن لايستطيعون النوم ولا يكفون عن الفزع....لا يهم هذا الأن .. فكما قلت سيادتكم ستخرج مصر من هذه المحنة أقوى مما كانت وحينها سأبحث لأطفالى عن طبيب نفسى بارع يتولى الأمر
وداهمنى الخوف مرة ثالثة حين طال الوقت وأغلقت البنوك وتعطلت الأعمال وبدأت أسمع من أصدقائى الموظفين فى البنوك عن المصير المظلم الذى ربما كان متوقعا للمبلغ البسيط الذى ادخرته من ذل الأيام والليالى .. وهو كل ما أملك فى دنياى .. وترددت الأخبار أن بقائى فى منزلى قد يطول...ليس بسبب حظر التجول ولكن بسبب حظر العمل فى المستقبل كأحد توابع زلزال 25 يناير ...وبدأت أفكر فى سيارتى التى لم أستكمل أقساطها بعد وهى معرضة للتدمير والسرقة فى أى لحظة.
حينها بدأت ألعن بصدق هؤلاء القابعين فى التحرير يأكلون الكنتاكى المعد فى مطابخ السفارة الأمريكية كما أسمع (لم أكن أعرف أن الكنتاكى الذى أكرهه تجمع عليه كل تلك الملايين ) ويتقاضون الدولارات بينما يزحف الرعب والخراب تدريجيا على البلاد... وانتظرت تدخلك لتصحيح الوضع واعادة الاستقرار الذى عودتنا عليه ...اندهشت فى البداية لخطابك الأول الذى "استأذنت" فيه سيادتكم من الحكومة أن تقدم استقالتها.... فهل كل ما حدث كان لتغيير بضعة سكرتارية لسيادتكم بدرجة وزير ؟ وهل نقل السيد عمر سليمان من خانة مدير المخابرات الى خانة نائب الرئيس هو ضمان عودة استقرارنا؟
الى أن جاء خطاب سيادتكم التاريخى (كعادة كل خطاباتكم) يوم أول فبراير لتدمع معه عيناى وأنا أستمع الى رغبتك فى الموت على تراب البلد الذى خدمته .. ويزداد غيظى من هؤلاء القابعين فى التحرير بلامبالاة ... وفجأة أنرت لى سيادتكم الطريق حين ذكرت أن هناك منهم من يعملون طبقا لأجندات خاصة
وجلست أفكر بعمق فى هذه الكلمة.. وراجعت أوراقى لأكتشف بينها عدة أجندات قديمة أخشى أن تضبط عندى يوما ما فأكون فى نظر سيادتكم ورجالك المخلصين متهما بحيازة الأجندات ..ولذلك ليس من حل سوى التخلص منها ياريس ولكنى قبل أن أفعل أستأذن فى اطلاع سيادتكم عليها تحقيقا لمبدأ الشفافية والمرحلة الجديدة:
-أجندة عنوانها لماذا أصبحت مصر فى عهدكم السعيد رائدة فى أمراض السرطان والفشل الكلوى والالتهاب الكبدى الوبائى وفى مقابل ذلك تدهورت بل تكاد تكون انعدمت خدمات الرعاية الطبية والتأمين الصحى الى الحد الذى أصدرتم فيه قانونا لمستشفيات الدولة أن المريض الفقير لابد ألا يمرض بعد الواحدة ظهرا ان أراد علاجا مجانيا (لا جدوى منه غالبا) أو يدفع مالايملك ليعالج بعد الواحدة ظهرا علاجا لا جدوى منه كذلك . فى نفس الوقت ازدهرت تجارة الأعضاء وأصبحت مصر رائدة كذلك فى بيع وسرقة أعضاء أبنائها
وتحول بعض من كبار أطبائها الى سماسرة أعضاء وأرواح... لماذا انعدم ضمير أطبائها وانسانيتهم الى حد أن يترك أحد أكبر جراحيها فى تخصصه ابنتى الطفلة تحت التخدير فى غرفة العمليات ويرسل الى أحد مساعديه ليخبرنى (بدون اتفاق مسبق) أن السيد الجراح الكبير لن يحضر من منزله الا بعد أن يتسلم مساعده كامل أتعابه نقدا ومقدما وبعد أن يقوم بمراجعتها جنيها جنيها رافضا توسلاتى بتقاضى جزء وارجاء الباقى لبعد الجراحة وقد كان يومها عطلة للبنوك ويتركنى أجرى فى كل اتجاه أجمع أتعابه وابنتى تحت التخدير لا تملك من أمرها شيئا ولا أملك لها أنا شيئا
--أجندة عنوانها لماذا تحولت لعبة كرة القدم الى مخدر للمصريين...تروجون لها بملايين االجنيهات من دم البسطاء وتطلقون لها الفضائيات بالمليارات وتغدقون على لاعبيها عشرات الملايين وهم جهلة بينما يتسول صفوة عقول البلد ليعيشوا بأدنى قدر من الكرامة...تنسجون حولها القصص والقضايا والصراعات الوهمية لتغيبون بها العقول ... تعلنون من أجلها الحرب على بلد عربى شقيق يخرج ابن سيادتكم ليدعونا الى قطيعتها وكراهيتها من أجل كرامة مصر التى اختزلناها فى قطعة من الجلد المنفوخ وصفارة ..فشجع على ظهور جماعات ارهابية تدعى الألتراس اقتحمت النوادى ودمرت الممتلكات وأحرقت السيارات بل أحرقوا معارضيهم أحياء
--أجندة عنوانها لماذا سمحتم للفن المصرى (الذى أكل أهله على موائدكم ويعادونكم الأن فى التحرير) أن ينشر الفساد فى البلد بدعم وزرائكم .. فنشروا الفاحشة والشذوذ والخلاعة والتحرش والاغتصاب بين الشباب و أصبحت صورتنا فى الخارج كما فى أفلامهم وأغانيهم شعبا نساؤه عاهرات أو سحاقيات أو مغتصبات ورجاله قوادون أو شواذ أو عديمى النخوة؟
-- أجندة عنوانها التعليم فى مصر ؟ قديما قال طه حسين أن التعليم كالماء والهواء وأشهد أن سياسة سيادتكم رسخت هذا المبدأ ولكن طبقا لمفهوم العصر..فأصبح التعليم فى مصر ملوثا كمائها مسمما كهوائها
وأصبح متاحا (بتلوثه وتسممه) فقط لمن يملك أن يدفع ثمنه... وها أنا أتحمل الذل طول العام لأوفر لأبنائى
مايقرب من عشرين ألف جنيه سنويا أدفعهم مقابل تعليم ناقص مشوه .. تعليم ملىء بالحشو والأخطاء والطائفية.... تعليم سيفضى بهم الى جامعة حكومية غير معترف بشهادتها فى أى دولة من دول العالم
أو سيفضى بى الى احتراف الرشوة يوما ما لأدفع لهم مصاريف التعليم فى ال اى يو سى أو ال جى يو سى
أوال سى يو سى أو مايستجد من عائلة السى. هذا التعليم الذى يفرز لنا أطباء قتلة ومهندسين فشلة وقضاة الله أعلم بضمائرهم....هذا التعليم الذى يحتقر الفنيين حتى صرنا لا نملك لا فنيين ولا مهنيين... وصارت المدارس الفنية هى المصدر الشرعى لامداد محلات الملابس بالبائعين والبائعات
-- أجندة البطالة ولماذا يضيع من عمر الشاب عشرون عاما فى تعليم منحط كما أخبرتك تمر عليه وعلى أهله كالدهور وهم يأملون فى المستقبل المشرق لابنهم ... ثم يخرج ابنهم الى الحياة لايجد مايفعله غير الوقوف على النواصى والجلوس على المقاهى أو الدوران فى الشوارع بأمواس الحلاقة والبارفانات المغشوشة...وحين يتقدم لوظيفة محترمة تناسب مؤهله يكون مقياس الحكم عليه هو نوع قميصه وجودة بدلته ولمعة حذائه ومناصب أقاربه وهل يقضى الويك اند فى بورتو السخنة ولا بورتو مارينا ؟ فلم يعد الشباب يجد له طريقا غير المخدرات فإن نجاه الله منها تحمل ذل الاهانة التى يتعرض لها كمندوب مبيعات أو نصاب مبتدىء (سجل اسمك يابيه ..دى هدية مجانية) أو بحث عن واسطة ليعمل مندوب توصيل فى مطعم أو جرسونا فى كوفى شوب بينما يدور على مكاتب التوظيف مقبلا الأقدام ليسافر الى الخليج يتحمل الذل والمهانة لاعنا أى معنى للوطن والكرامة والانتماء
-- أجندة عنوانها فساد الشرطة ولماذا كنا نرتعد ان مر بجوارنا أمين شرطة ولماذا كنا نرتعد اذا اضطررنا للتوجه لقسم الشرطة لاستخراج وثيقة أو الابلاغ عن شىء فقدناه؟لماذا كنا نشعر دائما أن الداخل هناك مفقود والخارج مولود ؟ لماذا كان من يحمل مصابا الى المستشفى لاسعافه دائما يعاقب على فعله باتهامه وتلفيق قضية له حتى أصبحنا نمر بجوار الجريح فنشيح عنه بوجهنا كأننا لانراه؟ لماذا كان من البديهى أن يعترف أى برىء بأى تهمة تريدها الشرطة بمجرد التلويح له بما يمكن أن يفعلوه بزوجته أو أخته أو ابنته أو حتى أمه أمام عينيه؟ لماذا تحولت أسماء مثل خالد سعيد و سيد بلال وغيرهم لدى معظمنا الى مجرد أسماء نقرأ عنها بأسى باهت وحزن زائف وضمير مغيب؟ لماذا ازدهرت تجارة المخدرات وأصبح كل ديلر (موزع مخدرات) له كفيل من ظباط الشرطة..وأصبح البيع والتوزيع تحت حماية الباشوات ومخبريهم فحولوا الشباب الى مدمنين ومغيبين؟ ولماذا تدفع مئات الجنيهات من رزق أولادنا رشوة لضابط مرور لكى يفك قيدا وضعه حول اطار سيارتك المتوقفة لدقائق تدخل فيها طفلك الى مدرسته أو زوجتك الى المستشفى فى شوارع لايمر بها أحد.. ويعلم الله أنه كثيرا ما تكون واقفا فى مكان صحيح ولكنك لاتستطيع معه جدالا ...فاما أن تدفع لجيب سعادته أو يسحب رخصك لتذهب وأنت معها فى رحلة الى المجهول
-- أجندة عنوانها الكوارث بسبب الفساد والاهمال..أرى فيها صورة قطار الصعيد المحترق بركابه فى صورة تكررت كثيرا .. وأرى فيها عبارة غارقة فى ظلمات البحر الأحمر و 1200 مصرى من ركابها(أبناءك مثلى) يموتون فى أعماقه فى نفس التوقيت الذى كنت سيادتكم فيه جالسا مع ماما سوزان فى استاد القاهرة تلوحون بعلم مصر فرحا بأهداف الكرة ... لم تعزينا الى الأن فى هؤلاء ياريس.. لم نراك فى ميناء السويس تحتضن أبا مكلوما أو تربت على رأس طفل تيتم ولكن رأيناك ترفع كأس افريقيا لتسلمه لفريق الكرة .. وفر صاحب العبارة الى لندن ليعيش كالملوك حتى حصل على البراءة له ولشركته ولصديقه رئيس الديوان..... ورأيناك بعدها بخمس سنوات تقلب الدنيا رأسا على عقب فى شرم الشيخ من أجل اثنين من السياح الأجانب اقتطع سمك القرش أجزاء منهم ولكن ظلوا أحياء..... تأكد العالم كله حينها أن المصرى بلا قيمة لا داخل بلده ولا خارجها... وتأكدوا أنهم على حق حين يعاملون المصريين كالعبيد
- أجندة اسمها أين ذهبت الطبقة الوسطى فى المجتمع؟ ولماذا أصبح المصريين متعايشين مع القمامة.. تحيط بهم من كل جانب ..تملأ شوارعهم وتملأ بطونهم وتملأ جيوبهم ... تحولنا من شعب يبحث عن المعلومة فى كتاب الى شعب يبحث عن نغمة للموبايل ؟ تحولت قدوتنا من مجدى يعقوب و أحمد زويل الى أبو تريكة وشيكابالا؟
-- أجندة اسمها وفاء قسطنطين ولماذا تم تسليمها الى الكنيسة رغما عنها بعد أن أسلمت لتختفى تماما لاندرى هل ماتت من التعذيب وذهبت روحها الى الله تشكو تخاذل رجال الدين ورجال أمن الدولة الذين سلموها وعجزهم عن حمايتها أم لازالت تحيا تحت التعذيب صابرة صامدة أم أنها أراحت نفسها وارتدت الى المسيحية بعدما رأته من ضعف وهوان المسلمين؟ ولماذا تكرر نفس السيناريو بعد ذلك مع مارى عبدالله وكاميليا شحاتة ....بينما على الجانب الأخر يترك المتنصرون مثل الجوهرى وحجازى والمتنصرات مثل نجلاء الامام يكيلون السباب للاسلام ونبيه والمسلمين كيفما يشاءون؟ لماذا أ صبح كل من يطلق ذقنه ارهابيا من حق أمن الدولة اعتقاله فى أى وقت ودونما سبب؟
لماذا أصبحت المساجد تغلق بعد الصلوات وتدهس حرمتها فى أى وقت يينما لا يجروء أهم شخص فى البلد أن يخطو داخل كنيسة دون اذن؟
لماذا تم اقناع الأقباط دائما أن كل مسلم يمر بجوار كنيسة هو قنبلة جاهزة لتفجيرها لولا يقظة الحراسة وهانحن منذ هرب رجال الشرطة لم تصاب كنيسة ولو بحجر واحد ؟
-- أجندة اسمها "بيع القطاع العام" وانهيار الصناعة والزراعة ... كيف تم بيع القطاع العام جميعه فى صفقات مشبوهة وبأثمان بخسة بدءا بعمر أفندى ومرورا بصناعات هامة قضى عليها مثل مصانع الحديد والصلب فى حلوان و شركة المراجل البخارية ومصانع الغزل والنسيج التى لوثت بالكويز .. وتم تدمير الصناعات المصرية اليدوية لصالح الصين وشعبها وتم تدمير الزراعة المصرية لصالح اسرائيل ومبيداتها المسرطنة وتقاويها الفاسدة... وأصبحنا نعتمد فى دخلنا القومى بجانب قناة السويس على السياحة بما تحمله من جنس وخمور وقمار
-- أجندة اسمها ضياع أراضى الدولة بلاتمن للحيتان الكبار لتنتشر الكومباوندات المغلقة على الصفوة مثل الرحاب ومدينتى وبيفرلى هيلز بينما يموت المئات تحت صخور المقطم ويعيش الألاف موتى فى المقابر وفى العشش الصفيح فى الشوارع ويجاهد الشباب فى الصحراء جريا وراء مشروعات فاشلة مثل ابنى بيتك وابنى قبرك
أخر أجندة وجدتها باسم شهداء الثورة....500 شهيدا ياريس...وللمرة الثانية لم تعزينا ولم تمسح دموع ذويهم... خمسمائة زهرة من زهور الوطن ياريس خرجوا لايملكون غير حناجرهم.... قتلوهم بدم بارد ...قتلهم وزيرك كريه الظالمى بالرصاص الحى فى سويداء القلب وبالدهس تحت المصفحات كما يدهسون الصراصير...لماذا لم تبكى على أبنائك ياريس؟ لماذا لم تقتل على الفورمن قتلهم قصاصا عادلا مستحقا ؟
أتذكر منذ حوالى عامين ياريس حين شاركتك مصر كلها أحزانك لوفاة حفيدك ابن أخينا علاء ؟ أقسم بالله أن مصر كلها كانت حزينة لحزنك .. فهو طفل .. ونحن كما تعرفنا شعب عاطفى يكسرنا الموت...شعرنا بحزنك واحتضناك بقلوبنا رغم أنك لم تحتضنا فى ضحايانا فى القطارات أو العبارة أو التحرير... احترمنا الحداد الرسمى الذى أعلنه اعلامك فى فرد واحد ... رغم أن نفس الاعلام المنافق لم يعلن الحداد فى ألف وسبعمائة شهيد بين العبارة والتحرير والسويس والاسكندرية.... شعرنا بك كأب ولكنك لم تشعر بنا كأبناء
وبمناسبة ذكر علاء ياريس : أين هو الأن ؟ أنا فاكره ياريس لما طلع بعد ماتش الكورة بتاع الجزاير وهو يصرخ : ما حدش حايدينا على قفانا تانى
بس احنا خدنا على قفانا تانى وتالت ياعلاء
أحمد عز ادانا على قفانا..حبيب العادلى ادانا على قفانا...نظيف ادانا على قفانا ...المغربى ... جرانة..رشيد...فاروق حسنى...أنس الفقى... هشام طلعت ... مجدى راسخ...جمال مبارك ..الخ
كل دول ادونا على قفانا ياعلاء
وبمناسبة جمال ياريس : هو فين؟ أخر مرة شفناه فيها فى أوضة لبس منتخب الكورة بيتنطط وسطهم وبيهتف "زى ماقال الريس.. منتخب مصر كويس"..هو فين من ساعتها؟
كنت بس عايز أقول له ان شعارالفكر الجديد اللى هو رفعه حوله أصدقاؤه عز وشركاه من فكر جديد لخدمة الوطن الى فكر جديد لسرقة الوطن (طبعا بدون علم سيادتكم فأنا كلى ثقة فى نظافة يد سيادتكم ولا يمكن أن أصدق لحظة التقارير التى تنشر الأن حول ال70 مليار وغيره..حتى ولو كانت مدعومة بالأرقام) فهم كاذبون قطعا
سيدى الرئيس القائد الأب محمد حسنى مبارك :
دى كانت أجنداتى ياريس..أنا المواطن المقهور الغلبان اللى ماراحش أى مظاهرة...وأنا ماعنديش أى مشكلة ياريس ان حضرتك تموت بعد عمر طويل ان شاء الله وتدفن فى مصر... وماعنديش أى مشكلة خالص ان حضرتك تكمل التسعة شهور الباقية من ولايتك (30 سنة فاتوا مافرقتش 9 شهور كمان
مشكلتى الوحيدة انى خايف ماقدرش أستحمل كل الأجندات دى أكتر من كده
وماعنديش القدرة انى أقطعهم لوحدى
تقدر توعدنى ياريس ان فى ال 9 شهور الجايين حا نقطع سوا أجنداتى القديمة؟
تقدر توعدنى ياريس ان مش حايزيد عليهم أجندات جديدة ؟
مستنى وعدك ياريس... أو فلتسامحنى ان لم أجد مكانا أمزقهم فيه غير ميدان التحرير