Share |

May 28, 2006

لينا ...وبؤرة العفن

ليراتك الخمسين تضحكني لمن النقود ... لتجهضني؟.. لتخيط لي كفني.. هذا إذا ثمني.. ثمن الوفا يا بؤرة العفن.. إني سأسقط ذلك الحمل ..فأنا لا أريد له أبا نذلا

المكان :- محكمة الأسرة- زنانيرى سابقا

التاريخ :-الأربعاء 24 مايو-2006

الحدث:- "لينا" بنت مين ؟

عرفنا جميعا نزار قبانى وأحببنا بعضا من قصائده..وأطلقنا عليه لقب "شاعر النساء"..لكن لم يتخيل أشد محبيه أنه سيكون يوما مرجعا لقاض يجلس على منصة العدالة ويعرف أنه ظل الله فى الأرض..ولكنه يعجز عن الاستشهاد بأية قرأنية أو حديث شريف..ربما حتى لايتهمه العلمانيون بالتخلف.

فما ان نطق المستشار أحمد رجائى بهذه الأبيات حتى استشعر الكثيرون منطوق الحكم وذهل الكثيرون لاستخدام القاضى تلك الأبيات الحادة والتى تمثل هجوما بشكل واضح على أحد أطراف القضية -أفتى لاحقا مصدر قضائى أنه بامكان هذا الطرف الرجوع على القاضى بطلب التعويض المدنى-الا أن القاضى سرعان مانطق بالحكم الذى تعمد أن يجعله فى زفة اعلامية رغم أن الجلسة بدأت سرية..وقضى باثبات نسب الطفلة الى أحمد فاروق الفيشاوى لاغيا بذلك حكم أول درجة الذى رفض اثبات هذا النسب

استقبل الرأى العام الحكم بارتياح للطفلة كى تحمل اسم أب..ولكنه انقسم الى قسمين ازاء تفسيره..فقسم يرى أن الحكم عادل ومتطابق مع حقوق المرأة ويجنب ألافا من أطفال العلاقات الغير واضحة مصيرا مظلما...

وذهب القسم الأخر الى أن الحكم مخالف للشريعة الاسلامية ولفتوى الأزهر الشريف حيث لم تثبت أركان الزواج الصحيح فشهادة الجيران قد تكون قرينة لمعاشرة جنسية ولكنها لاتكون دليلا لعلاقة زوجية يثبت بها نسب..ويذهب أصحاب هذا الرأى الى أن القاضى تأثر بالضجة الاعلامية المصاحبة للقضية بدليل ظهوره مرتين بعدها على شاشات الفضائيات شارحا للحكم ومنتقدا حكم أول درجة وهو الأمر الغير معتاد حفظا للحياد وهيبة القضاء...فهذا الحكم من جانبهم مشجع على الفساد ومؤيد للفتيات أن يمضين فى علاقاتهن غير عابئات بشىء مادمن فى النهاية سيحصلن على النسب وربما التعويض..وسيصبحن بطلات امام الرأى العام فى مجتمع يحكمه اليوم المجلس القومى للمرأة

ما يلفت النظر فى القضية هو موقف العائلتين:-فعائلة هند تصرفت تصرفا تراه مستنيرا وان كان صادما لتقاليد المجتمع وعاداته و قامت بتصعيد الأمور فى "شو" اعلامى ودعائى واضح..لم يحاسب فيه الوالدان ابنتهما على سلوك تم فى الظلام سواء تحت اسم الزواج أو الصداقة..بل صدراها للمجتمع شهيدة مجنيا عليها بريئة براءة الحملان وان كان كل من ينظر فى عينى الفتاة أو يتعامل معها لايستشعر تلك البراءة..وعائلة الفيشاوى تصرفت تصرفات تتسم بالعناد والعصبية وحاولت التستر تحت دعاوى الفضيلة والشرف رغم أن الوسط الفنى كما هو معروف لاتحكمه تلك المسميات..ويعتقد الكثيرون أن فاروق الأب كان وراء ذلك وان كان الموضوع يبدو للمتفحص كما لو أنه عناد نسائى بين سمية الألفى وبين هند وامها...ولكن ماذا كان يضيرهم لو سلموا بنسب الطفلة واحتضنوها منذ البداية مادامت نتاجا لمتعة ابنهم مهما اختلفت مسميات تلك المتعة؟ حقا ماذا كان يضيرهم أن يجعلوا ابنهم يتحمل خطأ اختياره منذ البداية؟

الجميع خرج من هذا الحكم خاسرا..

الطفلة خسرت مستقبلا هادئا لاتطاردها فيه أصداء القضية وتوابعها...خسرت حضن أب وجد وجدة

والأم خسرت رغم الحكم..خسرت طفلتها التى ستكبر لتكرهها كما ستكره أباها ولن تغفر لهما يوما

أنهما جلداها بسياط المجتمع ووصماها لمدة عامين بوصمة "ابنة الزنا"..

والأب خاسر طبعا..خسر ابنته..وخسر احترام مجتمع كان يتوسم فيه شابا واعدا ملتزما فنا وسلوكا..فاذا به يصر على أن يعترف بالزنى ولايعترف بالزواج؟

والعائلتان خسرتا..خسرتا أبناءهما وحفيدتهما..ومجتمعا فقدوا مصداقيتهم تجاهه وسيظل يعاملهما بازدراء وعدم احترام حتى وان أبدى غير ذلك

من ربح اذن فى هذه الكارثة؟

فى رأيى أن الرابح الوحيد هو :- نزار قبانى