Share |

August 12, 2008

صباح الخير يا "مدينتى"...صباح الخير يا "رحاب"..

واحد منهم دفع الملايين ليتزوج إحداهن في القاهرة، وواحد منهم دفع الملايين ليتخلص من إحداهن في الخليج ، وثالث دفع الملايين ليفلت من جريمته في سفاجا، ثلاثتهم وغيرهم مستعدون لدفع الملايين في كل وقت ولأتفه الأسباب: نزوة، عاطفة، شهوة، تغور البلد في ستين داهية.
إلي متي يظل هؤلاء قابعون في حجر الدولة، جاثمين علي قلبها، لماذا؟ تدفع الدولة لهؤلاء ثمن نزواتهم وشهواتهم ومغامراتهم، الدفع يجوز مرة، من كرم الدولة، الدولة كريمة قوي مع البعض، لكن الدفع علي فترات، مرات ومرات، هذا كثير، ابتزاز.
مين دول، ولاد مين في البلد، حتي تدفع لهم الدولة ثمن الولاء، بيشتغلوا إيه، داينين الدولة بإيه، كاسرين عين الدولة بإيه، بيخوفوا الدولة بإيه، بيصرفوا علي الحزب مثلا؟ لو نار ما أحرق أحدهم مكانه، سوءات هؤلاء وعوراتهم التي يبينون ولا يختشون فوق احتمال النظام .
أي نظام لا يحتمل تلك النماذج الشائهة المشوهة التي لا ترعوي لقانون، النظام أدمن التجارة في الخسارة، يتاجر مع هؤلاء في الخسارة وهم الرابحون. تستغرب، من أين أتوا، وتحت أي جدار كانوا يختبئون، خرجوا علينا جماعة بليل، اقتسموا الفريسة من أربع، هذا أمسك في الحديد، وهذا تخصص في العقارات، وثالث في الاتصالات، ورابع زايد علي لحم الغلابة المستورد من السودان الشقيق، صاروا يسلِّعون كل شيء، ويتاجرون في كل شيء، من الإبرة إلي الصاروخ، شروا الوطن جملة، بضاعة، بثمن بخس دراهم معدودة.
لا تعرف لهم أصلا ولا فصلا، وفجأة وفي غفلة أطلوا علينا من شرفة القصر، وألحوا، وتحولوا من أصفار إلي أرقام، والأرقام تحولت الي مليارات، وبورصة وعقارات ومدن في الصحراء، والمتر برخص التراب، والتراب تحول إلي ذهب، عيال كانت بتلعب جنب حيطة الوطن تحولوا إلي كائنات ديناصورية، لو تأخروا في الصحيان مبكرا في مارينا أو لو راحت عليهم نومة في الريتس بباريس اهتزت أعصاب الوطن
تسمع عجبا، شائعة هروب أحد هؤلاء تهبط بالبورصة إلي أسفل، ويرتعد الاقتصاد المصري ويرتبك، ويتصل نصف وزراء الحكومة الذكية بالعبقري الهارب يطلبون العودة علي جناح السرعة، ويتشرط، ويطلب ضمانات بعدم التسليم في جريمة في قطر عربي شقيق، وقد كان
ماذا يجني النظام من وراء هؤلاء علي وجه التحديد؟ ماذا يستفيد النظام من التصوير مع هؤلاء؟ هل يقتسم الغلة معهم بعض المتنفذين؟ وإلا ما معني الإغداق النظامي علي من لا يحسنون التعامل مع النعمة، بطرا يقذفون بها في الوجوه، عاجزون عن إدراك معني ثقة النظام فيمن هم ليسوا أهلا للثقة.
رجل الأعمال مثل عذراء القبيلة، كلمة واحدة تخدش شرف العذراء فيسيل علي جوانبه الدم، وشائعة واحدة تحفر قبر رجل الأعمال فتدفنه علي قيد الحياة، لكن هؤلاء صاروا محصنين، بيخرجهم النظام من المصائب كالشعرة من العجين، لا يهمهم الشرف في كثير أو قليل، يفجرون بها ويلهون ويلعبون ويشربون أنخابا في صحة النظام، يعود من مكمنه فيجد في انتظاره تليفزيون الدولة مفروشا، وصباح الخير يا وطن
.