Share |

March 8, 2008

رحلة


انطلقت الميكروباص المكيفة من ميدان رمسيس فى الطريق للا سكندرية
كان السائق شابا صغيرا فى منتصف العشرينات...أدار الكاسيت بصوت صاخب :-
"دلعه يا دلعه..أهو ده اللى ماحدش منعه"
بدأ الركاب فى التذمر...فالوقت مبكر والطريق طويل...وقضاء ثلاثة ساعات مع هذا الازعاج ذى الصوت المرتفع عذاب
تبادل الركاب النظرات...وبدأوا فى رحلة التنهد والاستغفار ومصمصة الشفاه..كل هذا وهم ينظرون بعضهم لبعض فى انتظار المنقذ من بينهم الذى سيمتلك الشجاعة للحديث الى السائق
تشجع أخيرا أحدهم :- " والنبى يا أسطى توطى الصوت شوية"
ألقى السائق نظرة عابرة عبر المراية الأمامية......... و طنش
كرر الشاب النداء......وكرر الأسطى الطناش
بدأ الشاب فى أخذ الموضوع على محمل الكرامة...خصوصا بعدما لمح ظل ابتسامة سخرية على شفاه فتاة جميلة تجلس أمامه
الشاب صارخا :- "يااااااااااااااااسطى"
لم يجد السائق مفرا من الرد..ارتدى قفاز الملاكمة و خفض صوت الكاسيت ثم رد ناظرا فى المراية أمامه : " خير يافندى..بتزعق ليه ع الصبح"
الشاب : "ايه ياعم الأسطى..عمال أنده م الصبح"
السائق :- "معلش ياحبيبى...كنت فى المطبخ باحضر الغدا"
الشاب غاضبا : "ماتتكلم كويس يا أسطى"
السائق : " اتكلم انت كويس..ايه بانده م الصبح دى..شايفنى فى الدور العاشر؟ "
تعالت ضحكات الركاب و أحس الشاب بالتهزىء... فرد قائلا : "القصد..من فضلك وطى الصوت شوية"
السائق متهكما : "ليه بقى؟ "
الشاب :- " الصوت عالى قوى..وبعدين احنا ساعة الصبحية وعلى سفر فياريت لو حاتشغل الكاسيت تشغللنا قرأن مثلا"
السائق :- " اشمعنى؟ هو احنا رايحين عزا ولا رايحين نصلى الجمعة؟"
بدأت صيحات الركاب تتعالى وتتداخل وتشابهت كلها من نوعية الحرام والعيب واتقى الله...الخ
لم يجد السائق لانهاء الموقف الا أن ينحرف بالسيارة ليتوقف على جانب الطريق ثم ينزع المفتاح و يفتح الباب وينزل مخاطبا الركاب وهو خارج السيارة "بصوا بقى..اليوم ده باين اسود من اوله...مش عايز كل واحد يعمللى الشعراوى... هو انتوا ماتعرفوش ربنا غير بشرايط القرأن..عالم غجر....م الأخر بقى العربية مش مظبوطة تحت رجلى م الصبح وشكلها مش حاتكمل...حاركن ساعة واخش اشرب لى كوباية شاى فى الرست ده...اللى مستعجل ينزل يشاور لأى عربية ع الطريق"
أسقط فى يد الركاب وهم يسمعون ذلك ويرون السائق وهو يستدير متجها بثبات الى نصبة حقيرة ع الطريق من النوعية التى تعقد اتفاقيات "الرست" مع السائقين...ثم جلس فى انتظار الشاى
تبادل الركاب النظرات مرة أخرى ثم بدأوا جميعا فى لوم الشاب "الحنبلى" اللى حايأذيهم كلهم ويعطلهم عن مصالحهم..وتشاوروا فيما بينهم ثم شكلوا وفدا من ثلاثة رجال منهم نزلوا متجهين للسائق وبدأوا معه مفاوضات الاستعطاف واالتذلل...والتى انتهت الى عودة السائق مرة أخرى لاستكمال الرحلة بعد أن شرب شايه وبعد أن نزل الشاب اليه معتذرا عن " غلطته"
.......................................................................................
مالت امرأة من الركاب على من بجوارها : " هو يعنى الجدع كان قال ايه عشان يعتذر" ؟
وجاءها الرد : " معلش..أصل الظاهر السواق مسيحى"
......................................................................................
انطلق السائق مرة أخرى بالسيارة رافعا نفس الصوت من الكاسيت..., أخذته نشوة ذل الركاب فلم يهتم بتجاوزه للسرعة الا حين لمح علامات كمين على الطريق و حين هدأ سرعته كان الرادار قد التقط رقمه...
ضابط المرور :- "رخصك واركن على جنب"
نزل السائق مسرعا متذللا باكيا مستعطفا....مافيش فايدة......اتسحبت الرخصة
بقدر ما أحس الركاب بالسعادة والتشفى فى السائق..الا أنهم نبهوا بعضهم الى ضرورة الصمت التام وعدم اظهار أى رد فعل أو تعليق
"معلش ياخوانا..خللوا السفرية الغبرة دى تعدى"
..........................................................................................
انطلقت السيارة مرة ثالثة ولكن هذه المرة فى صمت تام...و أغلق السائق الكاسيت ولم يسمع الركاب غير صوته وهو يشتم الداخلية والبلد والمرور وكبار البلد مستخدما كل أنواع الشتائم..الأب و الأم والدين والميول الجنسية....الخ
وحين فكر أحد الركاب فى اسكاته وفى نفس الوقت ارضائه :-"روق دمك بس ياهندزة..دى عالم ماتسواش"
السواق :- "أه والله على قولك..دول عالم .....ولاد........."
فرح الرالكب ان كلامه عجب السواق فقرر يكمل ارضاءه :-"معلش ..ربنا ينتقم منهم...باقول ايه..شغل لنا بقى شريط فرفشة على ذوقك كده "
نظر اليه السائق شذرا عبر المراية :-" يعنى بدل ماتقوللى شغل شريط قرأن يريحنا واحنا عالطريق و يفك كربنا ده...تقوللى شريط فرفشة...ياعالم حرام عليكم اتقوا ربنا"
وجم الركاب..وتبادلوا النظرات دون أن تأتيهم الجرأة على النطق

.............................................................................

مال الراكب الأمامى على أذن السائق :-" معلش يا هندسة ...أصل الظاهر الأخ ده مسيحى"

26 comments:

Unknown said...

This is why i don't use microbuses Khales :)))

عصفور المدينة said...

عسل كوميديا الصراع الذي نعيشه

بنت الصالحين said...

هـهـهـه
ايه التدوينه دي
بس السواق ده ربنا يهديه
والله تدوينه حلوة

د/اجدع بنوته said...

اشمعنى؟ هو احنا رايحين عزا ولا رايحين نصلى الجمعة؟

ههههههههههههه

وف الاخر يقولهم اتقوا الله

سواااااااااق شرااااااابات

رحله بجد م الاخر يعنى

الـسـيـدة نـون said...

لا
مش معقول
البوست ده بيبين مدى الازدواجية اللى احنا فيها
بجد انت كتبته بشكل رائع
تحياتى ليك يا محمد
بس هو فين الشاى
سلام
اختك خيخة

الـسـيـدة نـون said...

تانى مرة اجى اهه ومالقيش الشاى اللى انت عازمنى عليه
وفين الشكولاتة يا عم محمد

MerMaid said...

هههههههههههههههههههههههههههه

لا بجد مسخرة

ايه ده

تناقض رهيب و الله

تحياتي ووحشتنا

عمرو (مواطن مصرى)0 said...

عرضك جيد وتمنياتى بالتوفيق لمدونتك,و وحاول دائما التحلى بحسن العرض بعيدا عن البذاءات التى نراها فى مدونات كثيرة .. عمرو

Anonymous said...

كانت رحلة ما يعلم بيها إلا ربنا
السواق لما الرخصة اتسحبت عاوز يدور قرآن طب ما كان من الاول , ربنا مبيظلمش
من أصعب الأشياء التعامل مع الناس
أسلوبك في عرض الرحلة كان جميل يا محمد

خالص تقديري

مروة الزارع said...

ههههههههههههههههه

لا جامدة بجد يا محمد

متغبش كتير كدة

:)

nigro said...

انت بتتكلم بجد
الكلام ده حصل حقيقي
:)))
إيه ده هو السواق كان فاكر نفسه في برنامج الكاميرا الخفية ولا إيه؟
ربنا يشفي

kareem azmy said...

هههههههههههههههههه

بجد جميلة قوي

ضحكت جدا ، برافو عليك

تحياتي ليك
كريم عزمي

الـسـيـدة نـون said...

هو انت زعلان منى
عموما كل سنة وانت طيب
لو زعلان ومش عايزنى اجى تانى هنا
قولى بدل ما احرج نفسى
ويبقى شكلى وحش
سلام
اختك خيخة

Desert cat said...

قمة التناقض
بصراحة
انا لو كنت مكان الشاب الاولانى اكبد كنت هعمل زى ما عمل بس مش اعتذر للسواق

Unknown said...

:عصفور المدينة :-
شكرا لمرورك
....................
:عاشقة الفردوس
شكرا على رأيك
....................
:أجدع بنوتة
مش كده برضه بذمتك؟

Unknown said...

: الخيخة نوران أم شريف

فعلا ازدواجية رهيبة
على فكرة الرحلة دى حصلت فعلا و أنا كنت أحد الركاب

الشاى ع النار والشيكولاتة شريف أكلها
:))

Unknown said...

:هاجر
وانتوا كمان وحشتونى

أخبار استراليا ايه؟

Unknown said...

:عمرو(مواطن مصرى

أشكرك وباحاول دايماألتزم باللياقة فى الألفاظ...واذا عدت عليا حاجة ياريت تنبهونى

شكرا وتمنياتى بدوام زيارتك

Unknown said...

:صمت الجروح

خالص تقديرى لك أيضا...تقول ايه ماهو احنا مابنعرفش ربنا غير عشان المصلحة
..............
:مروة الزارع

شكرا..وباحاول

Unknown said...

:نيجرو

أه ياسيدى حصل بجد..وأنا كنت أحد الركاب
كان يوم أغبر بعيد عنك

Unknown said...

:أم شريف كمان وكمان

أبقى غبى لو زعلت من أطيب خيخة فى الدنيا..أنا بس الدنيا واخدانى تلطيش يانوران و عندى حالة من اليأس الرهيب

بس أنا متابعكم كلكم وشغلك هايل بجد

Unknown said...

:قطة الصحراء

ماكناش وصلنا فى الحالة دى
.
.
.
أخبارك ايه مع مهديهم عاكفهم؟

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" said...

السلام عليكم
اول زيارة وساتابع باذن الله
التدوينة ضحكتني موت
وصف حضرتك واقعي جدا
بس السواق والركاب دول ياما شفت منهم كتيييير
تحياتي

ياسر said...

اية الجمال دة
ضحكتني جدا
شوفت بقي
معرفش ربة
الابعد متذنق
بس دة ذنب
الركاب علي فكرة
تقبل مروري ودمت
بخير

زمان الوصل said...

:)
سالخير ..
الموقف ده حصل لنا موقف شبيه له فى آخر مرّه خدنا ميكروباظ من الإسكندريه عائدين الى قاهرة المعز ..
السوّاق بلطج شويّتين فى اول ربع ساعه من المباراه -قصدى الماتش- و فرض أجره أعلى من المقرر استغلالا لقلّة الميكروباظات هوووووب العربيه وقعت بيه و بالركاب فى مصرف رى !!

و أصبح يقلّب كفّيه .. قصدى قعد على سقف العربيه الراقده فى المصرف ولا حد معبّره خاصة حين اكتشف الركّاب انّه سوّاق على العربيه الجديده لانج و مش بتاعته !! سبحان الله يمهل ولا يهمل :)

الأهم من هذا السلوك الذى اعتبره مريضا لدى كثيري من راكبى الميكروباظ "وانا منهم فى بعض الاحيان" بيلعبوا بطريقة معاهم معاهم عليهم عليهم .. مواقفهم بتبقى زباله فعلا امّا يبقوا شايفين السواق بيبلطج و يقل ادبه و ينصروه يعنى مش بيعملوا اضعف الايمان و يسكتوا لأ بيحسسوه ان معاه حق لمجرد انه يقود السياره التى ستاخذهم للمكان المطلوب !! يستاهلوا اللىّ بيجرى لهم .. كلنا نستاهل اللى بيحصل فينا ..

Anonymous said...

cool blog